طغاتها ، ونفى أرباب الفساد من منوع جهاتها ، وأمن السبل المخوفة على مرور الأعصار ، وهزم الجنود الكبار ، يشهد بذلك (ذيبين) (١) و (عفار) (٢) ، وصنعاء وحراز وذمار (٣) ، وأنفذ الأحكام على فرق الكفار ، بالقتل والسبي والإسار ، حتى علا منار الدين على كل منار ، وسما فخاره على كل فخار ، فمن كان يطلع بذلك أيها الأشرار ، نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ، وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ، وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.
شتان ما يومي على كورها |
|
ويوم حيان أخي جابر |
فليتأمل العاقل ، الطالب النجاة الفصل ، ففيه شفاء عليل الطالب لرشده ، الذي يعلم به أن القوم لا يطلبون دينا ، ولا يحالفون يقينا ، وإنما قصدها التشكيك ، ودينها الشك ، ومحاولتها التغليظ ، ومذهبها الإفك ، فسلام الله على غيرهم ما أكلّ مداهم ، وأقصر مداهم ، حاولوا مناوأة آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بجدودهم الغابرة ، وعزائمهم الفاترة ، وتجارتهم البائرة ، وصفتهم الخاسرة ، والله لهم بالمرصاد ، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
[قتل الأبرهي والنقيب ويحيى بن أحمد]
وسألت : ما الحجة على جواز قتل جماعة وهم آمنون معاشرون كالأبرهي ،
__________________
(١) ذيبين : من بلدان حاشد في الشمال من صنعاء إلى ناحية الشرق ، تبعد عن صنعاء مرحلتين ، فيها مركز ناحية ذيبين. من أعمالها بلاد بني جبر من حاشد ، وقد ذكرت في حاشد ومن أعمال هذه الناحية شاطب ومرهبة من بكيل ، ومن قرى ناحية ذيبين شوابة وهران من بلاد همدان المشهورة. ومن ذي بين يجلب العنب الذيبني إلى صنعاء ، وهو مشهور.
انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ١ / ٣٥٢.
(٢) عفار : بلد من نواحي حجة على مقربة من كحلان تاج الدين ، وهو في الأصل بلاد موتك.
انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ٣ / ٦٠٦.
(٣) أما صنعاء وحراز وذمار فمعروفة.