وإن كان مسيئا فقد أتى ربا غفورا لا يتعاظم أن يعفو عن شأنه ، وهذا كلام علي عليهالسلام فيه مثل قوله : إنه استأثر فأساء في الأثرة ، وعاقبتم فأسأتم في العقوبة ، ولله حكم في المستأثر والمعاقب ، وهذا ما قضى به الدليل وأدى إليه النظر ، ومن الله سبحانه نستمد التوفيق في البداية والنهاية والبلوغ إلى أسعد غاية.
مسألة في أبي بكر وعمر وعثمان وفي ولايتهم
أيجب علينا موالاتهم بالمودة الكلية أم سوى ذلك؟
الجواب عن ذلك : إن ولاية أبي بكر وعمر وعثمان غير صحيحة عندنا لا دليل عليها ، وما لا دليل عليه لا يجوز إثباته ، والإمام عندنا علي عليهالسلام بالنص الظاهر من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنما خفي في معناه وقد قام الدليل بصحة ما ادعينا فيه ؛ لأن المعاني التي ذكرت في معنى النص مما يصح في علي غير متنافية ، فتحمل على الجمع وفي ذلك معنى الإمامة.
مسألة في الترضية عن أبي بكر وعمر
الجواب عن ذلك : إن أبا بكر وعمر لا نرضي عنهما ولا نسبهما ؛ لأن حدثهما كبير وحقهما كبير فالتبس الأمر فأمسكنا ، وأما الترضية عليهما فذلك من الرواة وأكثرهم من المعتزلة ، ورأيهم فيهما الإمامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف إلا الترضية.
وأما رواية ترحم علي عليهما فلم تصح فإن صحت فهي متأولة عندنا.
وأما ما رواه الحاكم في (السفينة) فيحمل على أن ذلك كان على عهد