صلّاها في جماعة فهو حسن ، واختار أصحابه مذهب أبي العبّاس وأبي إسحاق.
ثمّ استدلّ الشيخ الطوسي على مذهب الإمامية بإجماعهم على أنّ ذلك بدعة. وأيضاً روى زيد بن ثابت (١) أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال :
«صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في المسجد إلّا المكتوبة» (٢).
وإذا وقفت على آراء الفقهاء فإليك دراسة الأدلّة :
أمّا أئمة أهل البيت فقد اتّفقت كلمتهم على أنّ الجماعة في النوافل مطلقاً بدعة ، من غير فرق بين صلاة التراويح وغيرها ، وهناك صنفان من الروايات :
أحدهما : يدلّ على عدم تشريع الجماعة في مطلق النوافل.
ثانيهما : ما يدلّ على عدم تشريعها في صلاة التراويح.
أمّا الصنف الأوّل فنذكر منه روايتين.
١ ـ قال الإمام الباقر عليهالسلام : «ولا يُصلّى التطوعُ في جماعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار» (٣).
٢ ـ قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام في كتابه إلى المأمون : «ولا يجوز أن يصلّى تطوّع في جماعة ؛ لأنّ ذلك بدعة» (٤).
وأمّا الصنف الثاني ، فقد تحدّث عنه الإمام الصادق عليهالسلام وقال : «لمّا قدم أمير المؤمنين عليهالسلام الكوفة أمر الحسن بن عليّ أن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسنُ بن عليّ بما أمره به أمير المؤمنين ، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن عليهالسلام صاحوا : وا عُمَراه! وا عُمَراه!
__________________
(١) أبو داود ، السنن ٢ : ٦٩.
(٢) الخلاف ، كتاب الصلاة ، المسألة ٢٦٨.
(٣) الخصال ٢ : ١٥٢.
(٤) عيون أخبار الرضا : ص ٢٦٦.