فإن قال : الولد الذي بعد الزنا كان يكون إلا من (١) الزنا؟ يقال له : قد أخبرناك أن الولد لم يكن من الزنا ، وإنما كان لأن الله خلقه. فإن قال : فلو لم يزن الزاني ، كان الله يخلقه؟! يقال : لا ندري بعد ، الله كان يخلقه ولو ولم يزن ، كأن يتزوج.
فإن قال : أرأيتك إذا زعمت أن الله أراد أن يخلق ولد الزنا ولم يرد الزاني يزني ، (٢) كيف يكون ذلك؟ يقال له : مثل ذلك : رجل اغتصب أرض رجل ، فبذر فيها ، وأراد الله أن ينبته ، فالله هو أراد أن ينبت الزرع ، ولم يرد الرجل أن يبذر في أرض غيره.
فإن قال : فما معنى هذا؟ يقال له : مثل ذلك : رجل زنى وسرق فأراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقطعه وأن يجلده ولم يرد أن يسرق ولا يزني ، فإن كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقطعه ولا يجلده حتى يسرق ويزني ، فكذلك لم يرد الزنا ، وإن كان الولد لا يكون إلا بعد الزنا.
تم الكلام والحمد لله ولي الأنعام. وصلى الله على رسوله محمد وآله الكرام ، وحسبي الله وحده وكفى ، ونعم الوكيل.
* * *
__________________
(١) في (أ) : إلا بعد الزنا.
(٢) يعني : ولم يرد الله أن يزني الزاني.