فبما (١) يكونون شهداء عليهم ، بما دعوا الأمة فخالفوهم وعصوهم؟! أو بما لم يدعوهم وجلسوا في بيوتهم؟! أفترى بما يشهدون عليهم يوم القيامة ، بكتمانهم الحق وجلوسهم في منازلهم ، وإظهارهم التقية ، أو في إظهارهم الحق ودعائهم إلى الله ، وبيان الحق؟ فأيهم أحق، وأولى أن يكون شاهدا في كل زمان ، من أظهر وبيّن ودعا ، أو من كتم؟! وأوفى شواهدنا في كتاب الله من دلائل الإمام ، قال الله تبارك وتعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران : ١١٠] فهل شك أحد من خلق الله في زيد بن علي؟ ومن قام مقامه من أهل بيت نبيئه ، ومن مضى من أهل بيته من الأئمة ، أنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، علانية غير سر ، فيا ويحكم أليس هذه دلائل من كتاب الله؟! ينبغي للعاقل أن يكتفي بها إن شاء الله.
تم الرد على الروافض ، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وآله وسلم.
* * *
__________________
وروى الحسكاني في شواهد التنزيل عند تفسير الآية نحوه ١ / ٩٣ ٩٥ (١٣٠) و (١١٣١) و (١٣٢).
عن أبي جعفر الباقر عليهماالسلام قال في الآية : منا شهيد على كل زمان : علي بن أبي طالب في زمان ، والحسن في زمان ، والحسين في زمان ، وكل من يدعو منا إلى أمر الله تعالى.
أخرج الروايتين فرات الكوفي في تفسيره ١ / ٦٢ رقم (٢٦) و (٢٧).
(١) في المخطوطات : فيما. والصواب ما أثبت.