الاجتماع ، وإلّا انقلب الجائز ممتنعا ، وإذا جاز الكذب على كلّ واحد حالة الاجتماع ، والجملة عبارة عن الآحاد مجتمعة ، جاز الكذب عليها فلا نعلم صدقهم.
وأيضا هذا العلم يمتنع أن يكون يقينا لوجوه :
الأوّل : أنّه يجوز أن يخبرنا جماعة مثلهم بنقيض خبرهم ، مثلا يخبر جماعة لا يجوز تواطؤهم على الكذب بوجود زيد ويخبرنا مثلهم بموته ، ويستحيل حصول العلم بالنقيضين وعدم الأولوية في أحدهما.
الثاني : لو أفاد خبر الجماعة العلم يحصل العلم بما ينقله اليهود عن موسى عليهالسلام والنصارى عن عيسى عليهالسلام من الأمور المكذّبة لنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا علمناه بالتواتر ويستحيل تناقض العلوم.
الثالث : لو حصل العلم الضروري بخبر المتواتر لما خالف في نبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد ، لأنّ عاقلا لا يخالف ما يعلم ولا يعاند في اعتقاده.
الرابع : لو كان معلوما لما وقع الفرق بين علمنا بوجود جالينوس (١)
__________________
(١) جالينوس : هو أشهر الأطباء اليونانيين القدماء بعد أبقراط ، وكان أيضا من الحكماء في الدولة القيصرية ، وقد ولد ونشأ بفرغامس (وهي مدينة من مدن آسيا شرقي القسطنطينية) وهم روم إغريقيون. وكان أسمر اللون حسن التخاطيط ، عريض الأكتاف ، واسع الراحتين ، طويل الأصابع ، حسن الشعر ، معتدل المشية ، ضاحك السن ، كثير الهزل ، كثير الأشعار ، نقي الثياب ، مداخلا للملوك والرؤساء من غير أن يتقيد في خدمة أحد. له تصانيف كثيرة ، منها : كتاب الفصل ، العصب ، العروق ، وكتاب المزاج ، وغيرها كثير. انظر دائرة معارف القرن العشرين : ٣ / ٣.