التمييز ؛ ولأنّه لو كان كذلك لاشتهر ، ذلك لأنّه من الوقائع العجيبة.
الثلاثون : روى أبو سعيد الخدري : أنّه لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، فقال له مروان : كذبت ، وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت (١) وهما قاعدان على سريره ، فقال أبو سعيد : لو شاء هذان لعرّفاك ، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه ، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة ، فسكتا ، فرفع مروان عليه الدرة ، فلمّا رأيا ذلك قالا : صدق.
الواحد والثلاثون : قيل لعطاء بن أبي رباح : (٢) روى عكرمة (٣) عن ابن عباس أنّه كان يقول : سبق الكتاب الخفّين ، فقال : كذاب أنا رأيت ابن عباس يمسح على الخفّين.
الثاني والثلاثون : قال أيوب لسعيد بن جبير (٤) : إنّ جابر بن
__________________
(١) هو زيد بن ثابت الأنصاري ، صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ صباه ، وكان من كتّاب الوحي ، وكتب لأبي بكر وعمر ، وهو الّذي تولّى كتابة المصحف في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان كما رووا ، وأحد من جمعوا القرآن على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد نقده السيد الخوئي ، وكان من أصحاب الفتوى. معجم رجال الحديث : ٨ / ٣٤٧ برقم ٤٨٤٩.
(٢) هو عطاء بن أبي رباح مفتي أهل مكة ومحدّثهم ، أبو محمد القرشي ، مولاهم المكّي الأسود ، ولد في خلافة عثمان ، وقيل : في خلافة عمر ، سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس وغيرهم ، وعنه : أيوب وحسين المعلم وابن جريج وخلق كثير. تذكرة الحفاظ : ١ / ٩٨.
(٣) هو مولى ابن عباس ، ليس على طريقنا ولا من أصحابنا. الخلاصة : ٣٨٣ برقم ١٣ ؛ معجم رجال الحديث : ٢ / ١٧٨ برقم ٧٧٦٥.
(٤) هو سعيد بن جبير ، أبو محمد ، مولى بني والبة ، أصله كوفي ، نزل مكة ، تابعي ، كان يأتمّ بعلي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، وكان يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجاج له إلّا هذا الأمر ، وكان مستقيما. رجال الطوسي : ١١٤ برقم ١١٣٢ ، رجال ابن داود : ١٠٢ برقم ٦٨٧.