قاعدة اللطف تقتضي انه لو اجتمعت الامة على الخطاء يلقي الامام عليهالسلام الخلاف بينهم ومع عدم تحقق الخلاف يكشف ان اجماعهم على الحق فان اللطف يقتضي ان الله يرشد عباده الى الخير والصلاح ويبعدهم عن الخطاء والخلاف فيجب عليه القاء الخلاف بينهم بوسيلة المعصوم عليهالسلام.
ويمكن ان يجاب عن الاستدلال المذكور باجوبة : الجواب الاول : انه اي دليل دل على وجوب اللطف بهذا التقريب وبعبارة اخرى اي دليل دل على الوجوب المذكور بحيث يكون تركه قبيحا على الله سبحانه وان شئت قلت : ان عقولنا لا تكون قابلة لدرك هذه الامور وتشخيص ما يكون لازما لساحة قدسه بل ربما يقال انه اذا هدانا الله الى الصراط المستقيم واوصلنا الى الفوز الدائم والنعيم الخالد كان فعله تفضلا علينا ومنة منه على عباده تعالى وتقدس.
وثانيا : ان الله تعالى بين الطريق وأرسل الرسل وانزل الكتب واوضح طرق الهداية والسعادة وعدم الوصول الى المعصوم منا وعدمه منا وان شئت قلت جميع البلايا والمحن ناشئة من غصب الخلافة وجعل ولي الله معزولا والمشتكى الى الله.
وثالثا : انه ما المراد بما ذكر فان كان المراد ان الامام عليهالسلام يلقي الخلاف بحيث يعرف انه امام فهو مقطوع الفساد ، وان كان الملقي شخصا مجهولا فلا يترتب على خلافه اثر اذ لا ينكشف بقوله واقع الامر وان شئت قلت : اما يمكن الاحتياط واما لا يمكن ، أما على الاول فطريق الوصول الى الواقع مفتوح والنيل الى السعادة ممكن وأما على الثاني فلا اثر لقول واحد من العلماء.
ورابعا : ان الاشكال تمام الاشكال في تحقق الصغرى فانه كيف يمكن الاطلاع على آراء جميع الفقهاء الموجودين في اقطار العالم.