حِساباً (٣٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (٣٧) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠))
٣١ ـ ٤٠ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ، حَدائِقَ وَأَعْناباً ...) بعد أن ذكر سبحانه وعيده للكافرين ، أخذ بذكر وعده للمؤمنين فقال : إن للمتّقين للذين اجتنبوا ما يسخط الله تعالى مفازا : أي منجى ، وهو النجاة من النار ، ثم بيّن ذلك الفوز قائلا (حَدائِقَ وَأَعْناباً) أي حدائق الجنّة وثمارها التي كنّى عنها بالأعناب (وَكَواعِبَ أَتْراباً) أي جواري ـ صبايا ـ قد تكعّبت أثداؤهنّ ، فالكواعب مفردها : كاعب ، وهي التي برز ثديها في أول صباها ، وكنّى عنهنّ بالأتراب لبدلّ على أنهنّ يكنّ من سنّ أزواجهن ومثلهم في الحسن (وَكَأْساً دِهاقاً) أي كؤوسا مملوءة بالشراب تكون على قدر ريّهم فلا تزيد ولا تنقص (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً) أي لا يسمعون في الجنّة لغوا : كلاما لا فائدة فيه ولا يكذّب بعضهم بعضا. وقرئ : كذابا : بالتخفيف ، أي ولا كذبا على أنه مصدر : كذب. فهم كذلك منعّمون (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ) أي ثوابا لتصديقهم بالله تعالى وبرسوله صلىاللهعليهوآله ، وكان ذلك (عَطاءً) لهم من ربّك. واللفظة منصوبة على المصدر ، أي أعطاهم عطاء (حِساباً) أي محسوبا كافيا ، وقيل كثيرا ، كما قيل على حسب الاستحقاق وقد قدّر كافيا لما يشتهونه. وهذا العطاء من ربّك يا محمد (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مرّ تفسير مثلها ، فهو خالق كل ذلك ومدبّره (الرَّحْمنِ) اللطيف به الذي يرحم المؤمن والكافر ، وهم (لا يَمْلِكُونَ