(وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ)(١)؟ ـ وستأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى ، ومعناها عن الرضا عليهالسلام ـ وقوله عزوجل في نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ)؟
فقال الرضا عليهالسلام : «ويحك ـ يا علي ـ اتّق الله ، ولا تنسب إلى الأنبياء الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب الله برأيك ، فإن الله تعالى يقول : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٢)». وذكر عليهالسلام الجواب عن الآيات ، إلى أن قال : «وأما محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقول الله تعالى : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) فإن الله تعالى عرّف نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماء أزواجه في دار الدنيا ، وأسماء أزواجه في دار الآخرة ، وأنهن أمهات المؤمنين. وإحداهنّ ـ من سمى له ـ : زينب بنت جحش ، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ، فأخفى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسمها في نفسه ، ولم يبده ، لكي لا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل إنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين ، فقال الله تعالى : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) يعني في نفسك ، وإن الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم عليهالسلام ، وزينب من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بقوله : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) الآية ، وفاطمة من علي عليهالسلام».
قال : فبكى علي بن محمد بن الجهم ، وقال : يا بن رسول الله ، أنا تائب إلى الله تعالى من أن أنطق في أنبيائه عليهمالسلام بعد يومي هذا إلا ما ذكرته (٣).
وفي رواية علي بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون ،
__________________
(١) سورة ص : ٢٤.
(٢) آل عمران : ٧.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١.