الكوكب الدري لأهل الأرض ، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ، ولا يذكر الله فيه تقل بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين.
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم ، أرفعها في درجاتكم ، وأزكاها عند مليككم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى. قال : ذكر الله عزوجل كثيرا».
ثم قال : «جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : من خير أهل المسجد؟ فقال : أكثرهم لله ذكرا. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أعطي لسانا ذاكرا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة ، وقال في قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(١) قال : لا تستكثر ما عملت من خير لله» (٢).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنه قال : «لما كانت الليلة التي أسري بي إلى السماء ، وقف جبرئيل في مقامه ، وغبت عن تحية كل ملك وكلامه ، وصرت بمقام انقطعت عني فيه الأصوات ، وتساوى عندي الأحياء والأموات ، اضطرب قلبي ، وتضاعف كربي ، فسمعت مناديا ينادي بلغة علي بن أبي طالب : قف ـ يا محمد ـ فإن ربّك يصلّي. قلت : كيف يصلي وهو غني عن الصلاة لأحد ، وكيف بلغ عليّ هذا المقام؟ فقال الله تعالى : اقرأ ـ يا محمد ـ (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) وصلاتي رحمة لك ولأمتك. فأما سماعك صوت عليّ ، فإن أخاك موسى بن عمران لما جاء جبل الطور ، وعاين ما عاين من عظيم الأمور أذهله ما رآه عما يلقى إليه ، فشغلته عن الهيبة بذكر أحب الأشياء إليه ، وهي العصا ، إذ قلت
__________________
(١) المدثر : ٦.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ١.