الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (٦٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩) [سورة الأحزاب : ٦٦ ـ ٦٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ، فإنها كناية عن الذين غصبوا آل محمد عليهمالسلام حقهم (يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) يعني في أمير المؤمنين عليهالسلام (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) وهما الرجلان ، والسادة والكبراء ، هما أول من بدأ بظلمهم وغصبهم.
قال : قوله : (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) أي طريق الجنة ، والسبيل : أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم يقولون : (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً).
قال : وأما قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) أي ذا جاه (١).
وعن محمد بن مروان ، رفعه إليهم عليهمالسلام ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة عليهمالسلام كما (آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً)(٢).
وقال الصادق عليهالسلام ، في حديث : «ألم ينسبوا موسى عليهالسلام إلى أنه عنين ، وآذوه حتى برأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها؟» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٧.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٧.
(٣) الأمالي : ص ٩١ ، ح ٣.