الأعاجيب ، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه : خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك».
ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان أبي عليهالسلام يقول : إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران : نور خيفة ، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «في وصية لقمان لابنه : يا بني ، سافر بسيفك ، وخفك ، وعمامتك ، وخبائك ، وسقائك ، وخيوطك ، ومخرزك ، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن موافقا وصحابك إلّا في معصية الله عزوجل.
يا بني ، إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم ، وأكثر التبسّم في وجوههم ، وكن كريما على زادك بينهم ، وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم ، وعليك بطول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابة أو زاد أو ماء.
وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم ، وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلّي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك ، فإن لم يمحض النصيحة (٢) من استشاره ، سلبه الله رأيه.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، واسمع لمن هو أكبر منك سنا ، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ لا عيّ ولؤم.
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ١.
(٢) أمحضه النصيحة : صدقه. «لسان العرب ـ محض ـ ج ٧ ، ص ٢٢٨».