عرّف الناس فضلهما ، وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) ، فقال : إلى الله ثمّ إلينا ، فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين ، فإن رضاهما رضا الله ، وسخطهما سخط الله» (١).
عن عبد الله بن مسكان ، عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد الأنصاري في برّ الوالدين ، في قول الله تعالى : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٢) ، فظننّا أنها الآية التي في بني إسرائيل : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٣) ، فلما كان بعد ، سألته ، فقال : «هي التي في لقمان : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) حسنا (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) ، فقال : إن ذلك أعظم من أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ، فقال : لا بل يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ، وما زاد حقهما إلا عظما» (٤).
٢ ـ قال عبد الله بن سليمان : شهدت جابر الجعفيّ ، عند أبي جعفر عليهالسلام ، وهو يحدث أن رسول الله وعليا عليهالسلام الوالدان.
قال عبد الله بن سليمان : وسمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «منّا الذي أحلّ الخمس ، ومنا الذي جاء بالصدق ، ومنا الذي صدق به ، ولنا المودة في كتاب الله عزوجل ، وعلي ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوالدان ، وأمر الله ذريتهما بالشكر لهما» (٥).
وقال عبد الواحد بن مختار : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ، فقال : «أما
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٣٥٤ ، ح ٧٩.
(٢) الإسراء : ٢٣.
(٣) الإسراء : ٢٣.
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٢٧ ، ح ٦.
(٥) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٤٣٦ ، ح ١.