ثم قال علي بن إبراهيم : وحدثني أبي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سبق العلم ، وجفّ القلم ، ومضى القضاء ، وتم القدر بتحقيق الكتاب ، وتصديق الرسل ، بالسعادة من الله لمن آمن واتّقى ، والشقاء لمن كذب وكفر بالولاية من الله للمؤمنين ، وبالبراءة منه للمشركين.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله يقول : يا بن آدم ، بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبقوّتي وعصمتي وعافيتي أديت إلي فرائضي ، وأنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بذنبك مني ، الخير مني إليك واصل بما أوليتك ، والشرّ مني إليك بما جنيت جزاء ، وبكثير من تسليطي لك انطويت عن طاعتي ، وبسوء ظنك بي قنطت من رحمتي ، فلي الحمد والحجة عليك بالبيان ، ولي السبيل عليك بالعصيان ، ولك الجزاء الحسن عندي بالإحسان ، ثم لم أدع تحذيرك بي ، ثم لم آخذك عند غرتك ، وهو قوله : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) ، لم أكلفك فوق طاقتك ، ولم أحملك من الأمانة إلا ما أقررت بها على نفسك ، ورضيت لنفسي منك ما رضيت به لنفسك مني ، ثم قال عزوجل : (وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً)(١).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢١٠.