الجزية والبقاء على ديانتهم.
احتلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى ، ثم بعد ذلك حينما أراد الفرنسيون ترك الشام ، ولرغبتهم في عدم وقوع الضرر على أهل أنطاكية بعد خروجهم لأنهم نصارى مثلهم ، ألحقوها إلى الأراضي التركية.
(أنطاكية) تعتبر بالنسبة إلى النصارى كالمدينة المنورة للمسلمين ، المدينة الثانية في الأهمية بعد بيت المقدس ، التي ابتدأ المسيح عليهالسلام منها دعوته ، ثم هاجر بعض من آمن بالمسيح عليهالسلام ـ بولس وبرنابا ـ إلى أنطاكية ودعوا الناس هناك إلى المسيحية ، وبذا انتشرت المسيحية هناك ، وبهذا اللحاظ أشار القرآن الكريم إلى هذه المدينة لأهميتها.
قصة الرسل
قال أبو حمزة الثماليّ : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، عن تفسير هذه الآية. فقال : «بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية ، فجاءاهم بما لا يعرفون ، فغلظوا عليهما ، فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام ، فبعث الله الثالث ، فدخل المدينة ، فقال : أرشدوني إلى باب الملك. قال : فلما وقف على الباب ، قال : أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض ، وقد أحببت أن أعبد إله الملك. فأبلغوا كلامه الملك ، فقال : أدخلوه إلى بيت الآلهة. فأدخلوه ، فمكث سنة مع صاحبيه ، فقال لهما : بهذا ينقل قوم من دين إلى دين ، بالخرق (١) ، ألا رفقتما؟! ثم قال لهما : لا تقران بمعرفتي.
ثم أدخل على الملك ، فقال له الملك : بلغني أنك كنت تعبد إلهي ، فلم
__________________
(١) الخرق : نقيض الرّفق. «لسان العرب ـ خرق ـ ج ١٠ ، ص ٧٥».