المؤمنين الذين يتلون القرآن في أوقات الصلاة وفي غيرها من الأوقات. ويستبعد الفصل بين هذه الأوصاف لأنها معطوفة على بعضها البعض بحرف (الفاء) ، وهذا يوضح أنها أوصاف لطائفة واحدة.
وقد ذكر العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان هذا الاحتمال ، في أن الأوصاف الثلاثة هي تطلق على ملائكة مكلفة بتبليغ الوحي الإلهي ، والاصطفاف في طريق الوحي لتوديعه ، وزجر الشياطين التي تقف في طريقه ، وفي النهاية تلاوة آيات الله على الأنبياء ـ.
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لهذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في الأرض ، مربوطة كل مدينة إلى عمود من نور ، طول ذلك العمود في السماء مسيرة مائتين وخمسين سنة».
قوله : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) قال : المارد : الخبيث ، (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً) يعني الكواكب التي يرمون بها (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ) أي واجب ، وقوله : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) يعني يسمعون الكلمة فيحفظونها (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) ، وهو ما يرمون به فيحترقون (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : (عَذابٌ واصِبٌ) أي دائم موجع ، قد خلص إلى قلوبهم ، وقوله : (شِهابٌ ثاقِبٌ) أي مضيء ، إذا أضاء فهو ثقوبه (٢)» (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ـ وذكر حديث معراج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى أن قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فصعد جبرئيل ، وصعدت معه إلى السماء الدنيا ، وعليها ملك يقال له إسماعيل ، وهو صاحب الخطفة التي قال الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢١٨.
(٢) وقيل : إذا أصابهم نفوا به.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢١.