الخاطف ، ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم ، ولو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صديقا. وعلى القنطرة الثانية : يسألون عن الصلاة ، وعلى الثالثة : يسألون عن الزكاة وعلى الرابعة : عن الصيام ، وعلى الخامسة : عن الحجّ ، وعلى السادسة : عن الجهاد ، وعلى السابعة : عن العدل. فمن أتى بشيء من ذلك جاز على الصراط كالبرق الخاطف ، ومن لم يأت عذب ، وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعني معاشر الملائكة ، وقفوهم ـ يعني العباد ـ على القنطرة الأولى عن ولاية عليّ ، وحب أهل البيت عليهمالسلام.
وسئل الباقر عليهالسلام عن هذه الآية ، قال : «يقفون فيسألون : ما لكم لا تناصرون في الآخرة كما تعاونتم في الدنيا على علي عليهالسلام؟ قال : يقول الله : (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) يعني للعذاب ، ثم حكى الله عنهم قولهم : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) إلى قوله : (بِالْمُجْرِمِينَ)(١).
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، قال : عن ولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام. قوله تعالى : (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) يعني للعذاب ، ثم حكى الله عزوجل عنهم قولهم : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) يعني فلانا وفلانا (قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) قوله : (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) ، قال : العذاب (فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ).
وقوله : (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) إلى قوله : (يَسْتَكْبِرُونَ) فإنه محكم ، قوله : (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرد الله عليهم : (بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) يعني الذين كانوا
__________________
(١) المناقب : ج ٢ ، ص ١٥٢.