إذ تقول ، إن أقوام نوح وعاد وفرعون ذي الأوتاد كانت قد كذبت قبلهم بآيات الله ورسله (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ).
كذلك أقوام ثمود ولوط وأصحاب الأيكة ـ أي قوم شعيب ـ كانت هي الأخرى قد كذبت رسلهم (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ).
ـ عبارة (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) مبتدأ وخبر ، و (أُولئِكَ) إشارة إلى الأقوام الستة المذكورة في الآيات من رقم (١٢) و (١٣) ، و (الْأَحْزابُ) إشارة إلى الأحزاب التي وردت في الآيتين برقم (١٠ ـ ١١) اللتين اعتبرتا مشركي مكة مجموعة صغيرة من تلك المجموعات.
نعم ، هذه هي ستة مجاميع من أحزاب الجهل وعبادة الأصنام ، التي عملت ضد أنبياء الله ، ورفضت قبول ما جاءوا به من عند الله.
فقوم نوح واجهوا هذا النبي العظيم.
وقوم عاد واجهوا نبي الله هود.
وفرعون وقف ضد موسى وهارون.
وقوم ثمود وقفوا بوجه صالح.
وقوم لوط وقفوا بوجه نبي الله لوط.
وأصحاب الأيكة واجهوا نبي الله شعيب.
إذ كذبوا وآذوا أنبياء الله والمؤمنين بقصارى جهودهم ، ولكن في نهاية الأمر نزل عليهم العذاب الإلهي وجعلهم كعصف مأكول.
فقوم نوح أبيدوا بالطوفان وسيول الأمطار.
وقوم عاد أبيدوا بالأعاصير الشديدة.
وفرعون وأتباعه أغرقوا في نهر النيل.
وقوم ثمود أهلكوا بالخسف المرافق بمطر غزير من الحجارة السماوية.