بنو أمية : (لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) فيقول بنو فلان : (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا) ، وبدأتم بظلم آل محمد (فَبِئْسَ الْقَرارُ) ، ثم يقول بنو أميّة : (رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) يعنون الأولين.
ثم يقول أعداء آل محمد في النار : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) في الدنيا ، وهم شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ)؟ ثم قال : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) فيما بينهم ، وذلك قول الصادق عليهالسلام : «والله إنكم لفي الجنة تحبرون ، وفي النار تطلبون» (١).
وقال ميسر : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : «كيف أصحابك؟» فقلت : جعلت فداك ، نحن عندهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا. قال : وكان متكئا فاستوى جالسا ، ثم قال : «كيف قلت؟». قلت : والله لنحن عندهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
فقال : «أما والله ، لا يدخل النار منكم اثنان ، لا والله ولا واحد ، والله إنكم الذين قال الله عزوجل : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) ـ ثم قال ـ طلبوكم والله في النار ، والله فما وجدوا منكم واحدا» (٢).
وقال الشيخ في (أماليه) : عن ابن الفحّام ، بإسناده ، قال : دخل سماعة ابن مهران على الصادق عليهالسلام ، فقال له : «يا سماعة من شر الناس؟» قال : نحن يا بن رسول الله. قال : فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم استوى جالسا ، وكان متكئا ، فقال : «يا سماعة من شر الناس عند الناس؟» فقلت : والله ما
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٤٢.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٧٨ ، ح ٣٢.