هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) (٣) [سورة الزمر : ١ ـ ٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم خاطب الله نبيه ، فقال : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) وهذا مما ذكرنا أنّ لفظه خبر ومعناه حكاية ، وذلك أن قريشا قالت : إنما نعبد الأصنام ليقربونا إلى الله زلفى ، فإنا لا نقدر أن نعبد الله حقّ عبادته. فحكى الله قولهم على لفظ الخبر ، ومعناه حكاية عنهم. فقال الله : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ)(١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله تبارك وتعالى يأتي يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه ، من شمس أو قمر أو غير ذلك ، ثم يسأل كل إنسان عمّا كان يعبد ، فيقول كل من عد غيره : ربّنا إنا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفى. قال : فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة : اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ، ما خلا من استثنيت ، فإن أولئك عنها مبعدون» (٢).
وقال الزهري : أتى رجل أبا عبد الله عليهالسلام فسأله عن شيء فلم يجبه ، فقال له الرجل : فإن كنت ابن أبيك فإنّك من أبناء عبدة الأصنام. فقال له : «كذبت إن الله أمر إبراهيم أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل ، فقال إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(٣) ، فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط ، ولكن العرب عبدت الأصنام ، وقالت بنو إسماعيل : هؤلاء شفعاؤنا عند الله فكفرت ، ولم تعبد الأصنام» (٤).
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ٢٤٥.
(٢) قرب الإسناد : ص ٤١.
(٣) إبراهيم : ٣٥.
(٤) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، ح ٣١.