قال : ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ثم عطف القول من الله عزوجل في علي عليهالسلام ، يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) أنّ محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال : ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : «هذا تأوله ، يا عمار» (١).
وقال زرارة : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : (آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) قال : «يعني صلاة الليل». قال : قلت له : (وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى)(٢)؟ قال : «يعني تطوع بالنهار» قال : قلت له : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ)(٣)؟ قال : «ركعتان قبل الصبح». قلت : (وَأَدْبارَ السُّجُودِ)(٤)؟ قال : «ركعتان بعد المغرب» (٥).
وقال أبو جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) ، قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدونا ، وشيعتنا أولو الألباب» (٦).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله نبيّا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمّته ، وما يضمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ،
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٠٤ ، ح ٢٤٦.
(٢) طه : ١٣٠.
(٣) الطور : ٤٩.
(٤) سورة ق : ٤٠.
(٥) الكافي : ج ٣ ، ص ٤٤٤ ، ح ١١.
(٦) الكافي : ج ١ ، ص ١٦٥ ، ح ١.