المؤمنين عليهالسلام في حديث له مع جاثليق ومعه مائة رجل من النصارى ، فكان فيما سأله عليهالسلام أن قال له الجاثليق : فأخبرني عن قوله جل ثناؤه : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(١) (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) فإذا طويت السماوات ، وقبضت الأرض ، فأين تكون الجنة والنار فيهما؟
قال : فدعا بدواة وقرطاس ، ثم كتب فيه : الجنة والنار ، ثم درج القرطاس ودفعه إلى النصراني ، وقال [له] : «أليس قد طويت هذا القرطاس؟». قال : نعم ، قال : «فافتحه» قال : ففتحه ، فقال : «هل ترى آية النار وآية الجنة ، أمحاهما طيّ القرطاس؟». قال : لا ، قال : «فهكذا في قدرة الله إذا طويت السماوات وقبضت الأرض لم تبطل الجنّة والنار ، كما لم يبطل طيّ هذا الكتاب آية الجنّة وآية النار» (٢).
وفي كتاب (فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام) : عن أبي هريرة وسلمان الفارسي ، في حديث طويل ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في جواب سؤال جاثليق ، قال له الجاثليق : فأخبرني عن الجنة والنار أين هما؟ قال عليهالسلام : «الجنّة تحت العرش في الآخرة ، والنار تحت الأرض السابعة السفلى».
فقال الجاثليق : صدقت ، فإذا طوى الله السماوات والأرض ، أين تكون الجنة والنار؟ فقال عليهالسلام : «ائتوني بدواة وبياض». فكتب آية من الجنة وآية من النار ، ثمّ طوى الكتاب وناوله النصرانيّ ، فأخذه بيده ، قال له : «ترى شيئا؟» قال : لا ، قال : «فانشره». فقال : «ترى تحت آية الجنة آية النار ، وآية النار تحت آية الجنة؟». قال : نعم ، قال : «كذلك الجنة والنار في قدرة الرب عزوجل» قال : صدقت (٣).
__________________
(١) إبراهيم : ٤٨.
(٢) إرشاد القلوب : ص ٣١٠.
(٣) ... ، معالم الزلفى : ص ٣١٥.