أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (٨٠) [سورة المؤمن : ٧٥ ـ ٨٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : (ذلِكُمْ) العذاب الذي نزل بكم (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) وبما كنتم تفرحون قيد الفرح ، وأطلق المرح لأن الفرح قد يكون بحق فيحمد عليه ، وقد يكون بالباطل فيذم عليه ، والمرح لا يكون إلا باطلا. ومعناه : إن ما فعل بكم جزاء بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق أي : بما كان يصيب أنبياء الله تعالى وأولياءه من المكاره ، (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ).
ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار أنه يقال لهم : (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) وهي سبعة أبواب (خالِدِينَ فِيها) أي : مؤبدين فيها ، لا انقطاع لكربكم فيها ، ولا نهاية لعقابكم. وقيل : إنما جعل لجهنم أبواب كما جعل لها دركات ، تشبيها بما يتصور الإنسان في الدنيا من المطابق والسجون والمطامير (١). فإن ذلك أهول ، وأعظم من الزجر (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أي : بئس مقام الذين تكبروا عن عبادة الله تعالى ، وتجبروا عن الانقياد له. وإنما أطلق عليه اسم بئس ، وإن كان حسنا ، لأن الطبع ينفر عنه ، كما ينفر العقل عن القبيح. فحسن لهذه العلة اسم بئس عليه. ثم قال سبحانه لنبيه عليهالسلام : (فَاصْبِرْ) يا محمد على أذى قومك لك ، وتكذيبهم إياك.
__________________
(١) المطابق جمع المطبق : السجن تحت الأرض ، والمطامير جمع المطمورة : الحفيرة تحت الأرض.