يا رسول الله ، أخبرني عن الإسلام : أصله ، وفرعه ، وذروته ، وسنامه. فقال : أصله الصلاة ، وفرعه الزكاة ، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله تعالى.
قال : يا رسول الله ، أخبرني عن أبواب الخير. قال : الصيام جنة (١) ، والصدقة تذهب الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربه». ثمّ قال : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام لأبي عبيدة الحدّاء في قول الله عزوجل : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) : «لعلك ترى أن القوم لم يكونوا ينامون؟» فقلت : الله ورسوله أعلم.
فقال : «لا بدّ لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه ، فإذا خرج نفسه استراح البدن ، ورجعت الروح فيه ، وفيه قوة على العمل ، فإنما ذكرهم الله تعالى ، فقال : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام وأتباعه من شيعتنا ، ينامون أول الليل ، فإذا ذهب ثلث الليل ، أو ما شاء الله ، فزعوا إلى ربهم راهبين راغبين طامعين فيما عنده ، فذكرهم الله عزوجل في كتابه لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بما أعطاهم ، وأنه أسكنهم في جواره ، وأدخلهم جنّته ، وأمن خوفهم وسكن روعتهم».
قلت : جعلت فداك إذا أنا قمت آخر الليل ، أي شيء أقول إذا قمت؟ قال : «قل : الحمد لله ربّ العالمين ، وإله المرسلين ، الحمد لله الذي يحيي الموتى ، ويبعث من في القبور ، فإنك إذا قلتها ذهب عنك رجس الشيطان ووساوسه إن شاء الله تعالى» (٣).
__________________
(١) الجنة : الوقاية «النهاية : ج ١ ، ص ٣٠٨».
(٢) التهذيب : ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٨.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٣٩٤.