اسْتَقامُوا) [عليها] (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) يوم القيامة (أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فأولئك الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين يبعثون تتلقاهم الملائكة ويقولون لهم : لا تخافوا ولا تحزنوا نحن كنا معكم في الحياة الدنيا ، لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة ، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون» (١).
وقال الإمام أبو محمد العسكري عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ، لا يتيقّن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه ، وظهور ملك الموت له ، وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته ، وعظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله وعياله ، وما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله ، وقد بقيت [في] نفسه حزازتها ، وانقطعت آماله فلم ينلها.
فيقول له ملك الموت : مالك تجرع غصصك؟ فيقول : لاضطراب أحوالي وانقطاعي دون آمالي ، فيقول له ملك الموت : وهل يجزع عاقل من فقد درهم زائف ، وقد اعتاض عنه بألف ألف ضعف الدنيا؟ [فيقول : لا] فيقول له ملك الموت : فانظر فوقك. فينظر ، فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأماني ، فيقول له ملك الموت : هذه منازلك ونعمك وأموالك وعيالك ومن كان من ذريتك صالحا فهو هناك معك ، أفترضى به بدلا مما ها هنا؟ فيقول : بلى والله.
ثم يقول ملك الموت : انظر. [فينظر] فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما في أعلى عليّين ، فيقول له : أو تراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك ، هم هنا جلاسك وأناسك ، أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق ها هنا؟ فيقول : بلى
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٣٦ ، ح ٨.