وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (٣) [سورة الأحزاب : ١ ـ ٣]؟!
الجواب / ١ ـ سبب النزول : قال الشيخ الطبرسي : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبي الأعور السلمي ، قدموا المدينة ، ونزلوا على عبد الله بن أبي ، بعد غزوة أحد ، بأمان من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليكلموه ، فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وطعمة بن أبيرق ، فدخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا محمد! أرفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات ، وقل إن لها شفاعة لمن عبدها ، وندعك وربك! فشق ذلك على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال عمر بن الخطاب : إئذن لنا يا رسول الله في قتلهم؟ فقال : إني أعطيتهم الأمان. وأمر صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخرجوا من المدينة ، ونزلت الآية : (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) من أهل مكة. أبا سفيان ، وأبا الأعور ، وعكرمة ، (وَالْمُنافِقِينَ) ابن أبي ، وابن سعد ، وطعمة. وقيل : نزلت في ناس من ثقيف ، قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فطلبوا منه أن يمتعهم باللات والعزى سنة. قالوا : لتعلم قريش منزلتنا منك (١).
المعنى :
قال الشيخ الطبرسي : خاطب سبحانه نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ) أي : أثبت على تقوى الله ، ودم عليه. وقيل : معناه اتق الله في إجابة المشركين إلى ما التمسوه. وقيل : إن بعض المسلمين هموا بقتل أولئك الذين قدموا المدينة بأمان ، فقال : اتق الله في نقض العهد. (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) مر بيانه. وقيل : إنه عام ، وهو الوجه. والكافر هو الذي يظهر الكفر ويبطنه ، والمنافق هو الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر. (إِنَّ اللهَ كانَ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ١١٦ ـ ١١٧.