رأسه ، فقال له علي عليهالسلام : «يا عمرو ، أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير؟!» فالتفت عمرو إلى خلفه ، فضربه أمير المؤمنين عليهالسلام مسرعا على ساقيه ، فقطعهما جميعا ، وارتفعت بينهما عجاجة ، فقال المنافقون : قتل علي بن أبي طالب. ثم انكشفت العجاجة ، فنظروا ، فإذا أمير المؤمنين عليهالسلام على صدره ، قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ، فذبحه ثم أخذ رأسه ، وأقبل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو ، وسيفه يقطر منه الدم ، وهو يقول ، والرأس بيده :
«أنا علي وابن عبد المطلب |
|
الموت خير للفتى من الهرب» |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عليّ ، ما كرته؟» قال : «نعم ـ يا رسول الله ـ الحرب خديعة».
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الزبير إلى هبيرة بن وهب ، فضربه على رأسه ضربة فلق هامته ، وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عمر بن الخطاب أن يبراز ضرار بن الخطاب ، فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما ، فقال له ضرار : ويحك ـ يا بن صهّاك ـ أترمي في مبارزة؟ والله لئن رميتني لا تركت عدويّا بمكة إلا قتلته. فانهزم عند ذلك عمر ، ومر نحوه ضرار ، وضربه على رأسه بالقناة ، ثم قال : احفظها ـ يا عمر ـ فإني آليت ألا أقتل قرشيا ما قدرت عليه. فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولي ، فولّاه.
فبقي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما ، فقال أبو سفيان لحيي بن أخطب : ويلك ـ يا يهودي ـ أين قومك؟ فصار حيي بن أخطب إليهم ، فقال : ويلكم ، أخرجوا ، فقد نابذكم محمد الحرب ، فلا أنتم مع محمد ، ولا أنتم مع قريش. فقال كعب : لسنا خارجين ، حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا ، إنهم إن لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا عهدنا وعقدنا ، فإنا لا نأمن أن تفر قريش