الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله ، فتقدّمني أصحابي وخلّفت بعدهم لما أراد الله عزوجل ، فأنزل الله سبحانه فينا : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة ، وجعفر ، وعبيدة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). فأنا المنتظر ، وما بدّلت تبديلا» (١).
وقال عبد الله بن الحسن ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : وعاهد الله علي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب وعبيدة عليهمالسلام أن لا يفرّوا في زحف أبدا. فتموا كلهم ، فأنزل الله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة استشهد يوم أحد ، وجعفر استشهد يوم مؤتة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) يعني علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه). (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) يعني الذي عاهدوا الله عليه (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ، قال : «المؤمن مؤمنان : فمؤمن صدّق بعهد الله ، ووفى بشرطه ، وذلك قول الله عزوجل : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) ، فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ، ولا أهوال الآخرة ، وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له ، ومؤمن كخامة (٣) الزرع ، تعوج أحيانا ، وتقوم أحيانا ، وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا ، وأهوال الآخرة ، وذلك ممن يشفع له ولا يشفع» (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٤٩ ، ح ٨.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٤٩ ، ح ٨.
(٣) الخامّة : الغضة الرطبة من النبات. «الصحاح ـ خوم ـ ج ٥ ، ص ١٩١٦».
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٩٣ ، ح ١.