علي عليهالسلام : «ولكنّي ـ والله ـ لا أكره أن أهرق دمك». قال : فغضب عمرو ، ونزل عن فرسه ، وعقرها ، سلّ سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحو علي عليهالسلام ، فاستقبله علي عليهالسلام بدرقته ، فقدّها ، وأثبت فيها السّيف ، وأصاب رأسه فشجّه ، ثم إن عليّا عليهالسلام ضربه على حبل عاتقه ، فسقط إلى الأرض ، وثارت بينهما عجاجة ، فسمعنا تكبير علي عليهالسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قتله ، والذي نفسي بيده». قال : وحزّ رأسه ، وأتى به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووجهه يتهلّل ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أبشر ـ يا عليّ ـ فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم ، وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا ودخله وهن ، ولا بيت من المسلمين إلا ودخله عزّ».
قال : ولما قتل عمرو ، وخذل الأحزاب ، أرسل الله عليهم ريحا وجنودا من الملائكة ، فولّوا مدبرين بغير قتال ، وسببه قتل عمرو ، فمن ذلك قال سبحانه : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي عليهالسلام (١).
وقال الصادق عليهالسلام ، وابن مسعود ، في قوله : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقتله عمرو بن عبد ود (٢).
وقال ابن عباس : لما قتل علي عليهالسلام عمرا ، ودخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيفه يقطر دما ، فلما رآه كبّر ، وكبّر المسلمون ، وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم أعط عليا فضيلة لم يعطها أحد قبله ، ولم يعطها أحد بعده». قال : فهبط جبرئيل عليهالسلام ، ومعه من الجنة أترجّة ، فقال : «يا رسول الله ، إن الله عزوجل يقرأ عليك السّلام ، ويقول لك : حيّ بهذه علي بن أبي طالب». قال : فدفعها إلى علي عليهالسلام ، فانفلقت في يده فلقتين ، فإذا فيها حريرة خضراء ، فيها مكتوب
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٥٠ ، ح ١١.
(٢) المناقب : ج ٣ ، ص ١٣٤.