محمد (أَخا عادٍ) يعني هودا عليهالسلام (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ) أي خوفهم من الكفر بالله وحذرهم معاصيه ودعاهم إلى طاعته (بِالْأَحْقافِ) قال ابن عباس : هو واد بين عمان ومهوة ، وقال ابن اسحاق : الأحقاف الرمل في ما بين عمان إلى حضر موت. وقال قتادة : الأحقاف رمال مشرفة على البحر بالشجر من اليمن ، وقال الحسن : الأحقاف أرض خلالها رمال. وقال الضحاك : جبل بالشام يسمى بذلك ، قال العجاج : بات إلى أطات حقف أحقفا أي رمل مشرف ، وقال ابن زيد : الحقف الرمل يكون كهيئة الجبل. وقال المبرد : الحقف هو كثيب المكثر غير العظيم وفيه اعوجاج ، قال العجاج : سماوة الهلال حتى احقوقفا وهو انحناؤه. وقوله (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ) أي مضت الرسل (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) أي قدامه ووراءه (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) أي أنذرهم وخوفهم بأن لا تعبدوا إلا الله. وقال لهم (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يعني عذاب يوم القيامة (١).
وقال علي بن إبراهيم القمي الأحقاف : بلاد عاد ، من الشقوق إلى الأجفر وهي أربعة منازل (٢).
وروي أن المعتصم أمر أن يحفر بالبطانية بئر ، فحفروا ثلاثمائة قامة ، فلم يظهر الماء ، فتركه ولم يحفره ، فلما ولي المتوكل أمر أن يحفر ذلك أبدا حتى يظهر الماء ، فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة ، حتى انتهوا إلى صخرة ، فضربوها بالمعول فانكسرت ، فخرج عليهم منها ريح باردة ، فمات من كان يقربها ، فأخبروا المتوكل بذلك ، فلم يعلم ما ذاك ، فقالوا : سل ابن الرضا عن ذلك ، وهو أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهالسلام ، فكتب إليه يسأله عن ذلك ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : «تلك بلاد الأحقاف ، وهم قوم
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨.