وقال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «إنّما سمي أولو العزم أولي العزم ، لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وذلك أنّ كلّ نبي كان بعد نوح عليهالسلام كان على شريعته ومنهاجه ، وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكلّ نبيّ كان في أيام إبراهيم ، وبعده كان على شريعته ومنهاجه ، وتابعا لكتابه إلى زمن موسى عليهالسلام ، وكلّ نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعته ومنهاجه ، وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليهالسلام ، وكل نبي كان في زمن عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته ، وتابعا لكتابه إلى زمن نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهؤلاء الخمسة هم أفضل الأنبياء والرسل عليهمالسلام ، وشريعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، [لا تنسخ] إلى يوم القيامة ، ولا نبي بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادعى بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه (١).
وقال علي بن إبراهيم : ثم أدب الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالصبر ، فقال : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) ، وهم نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعنى أولي العزم أنهم سبقوا الأنبياء إلى الإقرار بالله والإقرار بكل نبي كان قبلهم وبعدهم ، وعزموا على الصبر مع التكذيب لهم والأذى (٢).
وقال علي بن إبراهيم : ثم قال تعالى : (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) ، يعني العذاب (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) ، قال : يرون يوم القيامة أنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار (بَلاغٌ) ، أي أبلغهم ذلك (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ)(٣).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ١٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٠.