قال : قلت : كان يقول : أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال : «كان يقول : أستغفر الله ، أستغفر الله ـ سبعين مرة ـ ويقول : وأتوب إلى الله ، وأتوب إلى الله ـ سبعين مرة (١).
وقال الشيخ الطبرسي : ثم قال لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد به جميع المكلفين : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) قال الزجاج : يجوز أن يكون المعنى : أقم على هذا العلم ، وأثبت عليه ، واعلم في مستقبل عمرك ما تعلمه الآن ، ويدل عليه ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة. أورده مسلم في الصحيح. وقيل : إنه يتعلق بما قبله على معنى : إذا جاءتهم الساعة ، فاعلم أنه لا إله إلا الله أي يبطل الملك عند ذلك ، فلا ملك ولا حكم لأحد إلا الله. وقيل. إن هذا إخبار بموته صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد : فاعلم أن الحي الذي لا يموت هو الله وحده. وقيل : إنه كان ضيق الصدر من أذى قومه ، فقيل له : فاعلم أنه لا كاشف لذلك إلا الله. (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) الخطاب له ، والمراد به الأمة ، وإنما خوطب بذلك لتستن أمته بسنته. وقيل : إن المراد بذلك الانقطاع إلى الله تعالى ، فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب. وقد صح الحديث بالإسناد عن حذيفة بن اليمان قال : كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي ، فقلت : يا رسول الله! إني لأخشى أن يدخلني لساني في النار؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة. (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أكرمهم الله سبحانه بهذا ، إذ أمر نبيهم أن يستغفر لذنوبهم ، وهو الشفيع المجاب فيهم. ثم أخبر سبحانه عن علمه ، وأحوال الخلق ومآلهم فقال : (وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ) أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا ، ومصيركم في الآخرة إلى الجنة ، أو إلى
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ٥.