السّيف واستقبل قريشا. فأخذ أمير المؤمنين عليهالسلام سيفه وحمل على قريش فلما نظروا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام تراجعوا ، وقالوا : يا علي ، بدا لمحمد فيما أعطانا؟ فقال : لا ، وتراجع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مستحيين ، وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألستم أصحابي يوم بدر ، إذ أنزل الله فيكم : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ)(١)؟ ألستم أصحابي يوم أحد : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ)(٢)؟ ألستم أصحابي يوم كذا [ألستم أصحابي يوم كذا]؟ فاعتذروا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وندموا على ما كان منهم ، وقالوا : الله أعلم ورسوله ، فاصنع ما بدا لك.
ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالا : يا محمد ، قد أجابت قريش إلى ما اشترطت [عليهم] من إظهار الإسلام ، وأن لا يكره أحد على دينه. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمكتب (٣) ، ودعا أمير المؤمنين عليهالسلام وقال له : اكتب ؛ فكتب أمير المؤمنين عليهالسلام : بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل بن عمرو : لا نعرف الرحمن ، اكتب كما كان يكتب آباؤك : باسمك اللهم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب : باسمك اللهم ، فإنه اسم من أسماء الله ، ثم كتب : هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملأ من قريش. فقال سهيل بن عمرو : لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك ، اكتب : هذا ما تقاضا عليك محمد بن عبد الله ، أتأنف من نسبك ، يا محمد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا رسول الله ، وإن لم تقروا. ثم قال : امح ـ يا علي ـ واكتب : محمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما أمحو اسمك من
__________________
(١) الأنفال : ٩.
(٢) آل عمران : ١٥٣.
(٣) المكتب : قطعة من الأثاث يجلس عليها للكتابة.