ورسول الله غير مستكبر عن دينه ، ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا حاجة لنا فيهم ، وعلى أن يعبد الله فيكم علانية غير سرّ ، وإن كانوا ليتهادون السيور في المدينة إلى مكة ، وما كانت قضية أعظم بركة منها ، لقد كاد أن يستولي على [أهل] مكة الإسلام ، فضرب سهيل بن عمرو على أبي جندل ابنه. فقال : أول ما قاضينا [عليه]. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وهل قاضيت على شيء؟ فقال : يا محمد ، ما كنت بغدار. قال : فذهب بأبي جندل ، فقال : يا رسول الله ، تدفعني إليه؟ قال : ولم أشترط لك. قال : وقال : اللهم اجعل لأبي جندل مخرجا (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ؛ حتى نزلت سورة الفتح ، فلم يعد إلى ذلك الكلام (٢).
وقال محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة : سألت جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فقلت له : يابن رسول الله ، في نفسي مسألة ، أريد أن أسألك عنها ، فقال : «إن شئت أخبرتك بمسألتك [قبل أن تسألني] ، وإن شئت فسل.
قال : قلت له : يابن رسول الله ، وبأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ قال : «بالتوسّم والتفرّس ، أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)(٣) ، وقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اتّقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟.
قال : فقلت : يابن رسول الله ، فأخبرني بمسألتي. قال : «أردت أن
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٢٢ ، ح ٥٠٣.
(٢) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ح ١٢.
(٣) الحجر : ٧٥.