إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)؟ قلت : جعلت فداك ، إنهم يقولون : [إنها] لأقارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال : «كذبوا ، إنما نزلت فينا خاصة ، في أهل البيت ، في علي وفاطمة والحسن والحسين ، أصحاب الكساء عليهمالسلام (١).
وقال الريان بن الصّلت : حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ـ وذكر الحديث وذكر عليهالسلام آيات الاصطفاء وهي اثنتا عشرة ـ قال عليهالسلام : «والسادسة : قوله عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، وهذه خصوصية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [إلى] يوم القيامة ، وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذلك أن الله عزوجل حكى ذكر نوح في كتابه : (وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ)(٢) ، وحكى عزوجل عن هود أنه قال : (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٣) ، وقال عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ) يا محمد (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، ولم يفرض الله تعالى مودّتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا ، وأخرى أن يكون الرجل وادّا للرجل ، فيكون بعض أهل بيته عدوا له ، فلم يسلم قلب الرجل له ، فأحب الله عزوجل أن لا يكون في قلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المؤمنين شيء ، ففرض [الله] عليهم مودة ذوي القربى ، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحب أهل بيته ، لم يستطع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته ، فعلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٣ ، ح ٦٦ ، وقرب الإسناد : ص ٦٠.
(٢) هود : ٢٩.
(٣) هود : ٥١.