عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٢٥) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (٢٦) [سورة الشورى : ٢١ ـ ٢٦]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : أما قوله عزوجل : (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : «لو لا ما تقدّم فيهم من أمر الله عزوجل ما أبقى القائم عليهالسلام منهم واحدا (١).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم : الكلمة : الإمام ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٢) [يعني الإمامة] ، ثمّ قال : (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) يعني الذين ظلموا هذه الكلمة (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ثمّ قال : (تَرَى الظَّالِمِينَ) لآل محمد حقّهم ، (مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا) ، قال : خائفون مما ارتكبوا [وعملوا] (وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ) [أي ما يخافونه].
ثم ذكر الله الذين آمنوا بالكتب واتبعوها ، فقال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا) [بهذه الكلمة] (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [مما أمروا به](٣).
٣ ـ قال إسماعيل بن عبد الخالق : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لأبي جعفر الأحول ، وأنا أسمع : «أتيت البصرة؟ فقال : نعم. قال : «كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ، ودخولهم فيه؟ فقال : والله إنهم لقليل ، وقد فعلوا ، وإن ذلك لقليل. فقال : «عليك بالأحداث ، فإنهم أسرع إلى كل خير.
ثم قال : «ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٣٢.
(٢) الزخرف : ٢٨.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٤.