الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧) كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) (١٩) [سورة القمر : ١١ ـ ١٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) ، قال : صبّ بلا قطر (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ) ، قال : ماء السماء وماء الأرض (عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْناهُ) ، يعني نوحا (عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) قال : ذات ألواح : السفينة ، والدّسر : المسامير ، وقيل : الدسر : ضرب من الحشيش ، تشد به السفينة (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) أي بأمرنا وحفظنا.
وقصة نوح قد مضى الحديث فيها في سورة هود فلتؤخذ من هناك (١).
قوله تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي يسرناه لمن نذكر ، قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) ، أي باردة (٢).
وقد ذكرنا حديث الرياح الأربع في سورة الجاثية (٣).
وسأل شامي أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال له : «أخبرني عن يوم الأربعاء والتطيّر منه وثفله ، وأي أربعاء هو ، قال عليهالسلام : «آخر أربعاء من الشهر ، وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل وهابيل أخاه ، ويوم الأربعاء أرسل الله عزوجل الريح على قوم عاد (٤).
أقول : ومن هنا فإن الكثير من المفسرين يرتّبون أثرا على هذه الروايات ، ويعتبرون أن آخر أربعاء من كل شهر هو يوم نحس ، ويطلقون عليه (أربعاء لا
__________________
(١) تقدم في تفسير الآيات (٣٦ ـ ٤٩) من سورة هود.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤١.
(٣) تقدم في الحديث من تفسير الآيات (١ ـ ٥) من سورة الجاثية.
(٤) تفسير نور الثقلين : ج ٥ ، ص ١٨٣ ، ح ٢٥.