قال : منكم ، يعني من الشيعة (إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) ، قال : معناه أن من تولى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتبرّأ من أعدائه ، وأحل حلاله وحرم حرامه ، ثم دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا ، عذب عليها في البرزخ ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة (١).
وقال ميسر : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : «لا يرى منكم في النار اثنان ، لا والله ولا واحد.
قال : قلت : فأين ذا من كتاب الله؟ فأمسك عني سنة ، قال : فإني معه ذات يوم في الطواف ، إذ قال : «يا ميسرة ، أذن لي في جوابك عن مسألتك كذا. قال : قلت : فأين هو من القرآن؟ قال : «في سورة الرحمن وهو قول الله عزوجل : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ) منكم (إِنْسٌ وَلا جَانٌّ).
فقلت له : ليس فيها (منكم)؟ قال : «إن أول من غيرها ابن أروى (٢) ، وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه ، ولو لم يكن فيها (منكم) لسقط عقاب الله عزوجل عن خلقه ، إذا لم يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ، فلمن يعاقب الله إذن يوم القيامة؟ (٣).
وقال الطبرسي : روي عن الرضا عليهالسلام ، قال : (فيومئذ لا يسئل منكم عن ذنبه إنس ولا جان) (٤).
ومرة أخرى يخاطب سبحانه عباده حيث يقول : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٥.
(٢) يريد بن عثمان بن عفان ، وأروى أمة.
(٣) فضائل الشيعة : ص ٧٦ ، ح ٤٣.
(٤) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣١٢.