قال : وقلت له : إن المؤمنين يدخلان الجنة ، فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر ، فيشتهي أن يلقى صاحبه؟ قال : «من كان فوقه فله أن يهبط ، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد ، لأنه لم يبلغ ذلك المكان ، ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوه التقوا على الأسرّة (١).
وعن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، [قال] : قلت له : إن الناس يتعجبون منّا إذا قلنا : يخرج قوم من النار فيدخلون الجنّة ، فيقولون لنا : فيكونون مع أولياء الله في الجنّة؟ فقال : «يا علاء ، إن الله تعالى يقول : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) ، لا والله لا يكونون مع أولياء الله.
قلت : كانوا كافرين؟ قال عليهالسلام : «لا والله ، لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة.
قلت : كانوا مؤمنين؟ قال : «لا والله ، لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار ، ولكن بين ذلك (٢).
وعن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : «قالت أم سلمة (رضي الله عنها) لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بأبي أنت وأمي ، المرأة يكون لها زوجان فيموتون ، ويدخلون الجنة ، لأيهما تكون؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أم سلمة ، تخير أيهما أحسن خلقا ، وخيرهما لأهله. يا أم سلمة ، إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة (٣).
ثم يضيف سبحانه : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣١٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣١٨.
(٣) أمالي الصدوق : ص ٤٠٣ ، ح ٨.