إلى بلال ، فأمره أن ينادي بالصلاة قبل وقت كل يوم في رجب لثلاث عشرة خلت منه ، قال : فلما نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا ، وقالوا : رسول الله بين أظهرنا ، لم يغب عنا ، ولم يمت! فاجتمعوا وحشدوا ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمشي حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد ، فأخذ بعضادتيه ، وفي المسجد مكان يسمّى السدة ، فسلم ثم قال : «هل تسمعون ، أهل السدة؟ فقالوا : سمعنا وأطعنا. فقال : «هل تبلّغون؟ قالوا : ضمنا ذلك لك يا رسول الله. ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أخبركم أن الله خلق الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ)(١) (وَأَصْحابُ الشِّمالِ)(٢) ، فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها ثلثا ، وذلك قوله : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) ، فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٣) ، فقبيلتي خير القبائل ، وأنا سيد ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا ، فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٤).
ألا وإن الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي ، وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم [ولا فخر] لله ، اختارني وعليا وجعفرا أبني أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، كنا رقودا بالأبطح ، ليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه ، علي بن أبي طالب عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة عند رجلي ، فما نبهني عن
__________________
(١) الواقعة : ٢٧.
(٢) الواقعة : ٤١.
(٣) الحجرات : ١٣.
(٤) الأحزاب : ٣٣.