إله إلا الله ، لا يحجبها شيء دون العرش ، فقال : صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف : يا عمر ، أخبرني عن أول دم وقع على وجه الأرض ، أي دم كان فقال : سل الفتى. فقال عليهالسلام : أنا أجيبك يا أسقف نجران ، أما نحن فلا نقول كما تقولون أنه دم ابن آدم الذي قتله أخوه ؛ وليس هو كما قلتم ، ولكن أول دم وقع على وجه الأرض مشيمة حواء حين ولدت قابيل بن آدم. قال الأسقف : صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف : بقيت مسألة واحدة ، أخبرني أنت ـ يا عمر ـ أين الله تعالى؟ قال : فغضب عمر ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا أجيبك وسل عما شئت ، كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم ، إذا أتاه ملك فسلّم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أين أرسلت؟ قال : من سبع سماوات من عند ربي. ثم أتاه ملك آخر ، فسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أين أرسلت؟ قال : من سبع أرضين من عند ربي. ثم أتاه ملك آخر فسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أين أرسلت؟ قال : من مشرق الشمس من عند ربي. ثم أتى ملك آخر ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أين أرسلت؟ فقال : من مغرب الشمس من عند ربي. فالله ها هنا وها هنا ، في السماء إله ، وفي الأرض إله ، وهو الحكيم العليم.
قال أبو جعفر عليهالسلام : «معناه من ملكوت ربي في كل مكان ، ولا يعزب عن علمه شيء تبارك وتعالى (١).
وقال السيد الرضيّ ، في (فضائل العترة) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في حديث ـ وقد سأله جاثليق : أخبرني عن الجنة والنار ، أين هما؟ قال عليهالسلام : «الجنة تحت العرش في الآخرة ، والنار تحت الأرض السابعة السفلى فقال الجاثليق : صدقت.
__________________
(١) خصائص الأئمة عليهمالسلام : ص ٩٠.