قال : «فقدم الأسقف ذات عام ، وكان شيخا جميلا ، فدعاه عمر إلى الله وإلى دين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنشأ ، يذكر فضل الإسلام ، وما يصير إليه المسلمون من النعيم والكرامة ، فقال له الأسقف : يا عمر ، أنتم تقرءون في كتابكم أن [لله] جنّة عرضها كعرض السماء والأرض ، فأين تكون النار؟ قال : فسكت عمر ، ونكّس رأسه ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وكان حاضرا ـ : أجب هذا النصراني. فقال له عمر : بل أجبه أنت. فقال عليهالسلام له : يا أسقف نجران ، أنا أجيبك أرأيت ، إذا جاء النهار أين يكون الليل ، وإذا جاء الليل أين يكون النهار؟ فقال الأسقف : ما كنت أرى [أن] أحدا يجيبني عن هذه المسألة : ثم قال : من هذا الفتى ، يا عمر؟ قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، ختن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن عمه وأول مؤمن معه ، هذا أبو الحسن والحسين.
قال الأسقف : أخبرني ـ يا عمر ـ عن بقعة في الأرض طلعت فيها الشمس ساعة ، ولم تطلع فيها قبلها ولا بعدها؟ قال عمر : سل الفتى ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا أجيبك ، هو البحر حيث انفلق لبني إسرائيل ، فوقعت الشمس فيه ، ولم تقع فيه قبله ولا بعده ، قال الأسقف : صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف : أخبرني ـ يا عمر ـ عن شيء في أيدي أهل الدنيا شبيه بثمار أهل الجنة؟ فقال : سل الفتى. فقال عليهالسلام : أنا أجيبك : هو القرآن ، يجتمع أهل الدنيا عليه ، فيأخذون منه حاجتهم ، ولا ينقص منه شيء ، وكذلك ثمار الجنة. قال الأسقف : صدقت يا فتى.
ثم قال الأسقف : يا عمر ، أخبرني هل للسماوات من أبواب؟ فقال عمر : سل الفتى ، فقال عليهالسلام : نعم يا أسقف ، لها أبواب. فقال : يا فتى هل لتلك الأبواب من أقفال؟ فقال عليهالسلام : نعم يا أسقف ، أقفالها الشرك بالله. قال الأسقف : صدقت يا فتى. فما مفتاح تلك الأقفال؟ فقال عليهالسلام : شهادة أن لا