قال : «نعم يا أصبغ ، أمسكت أنا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أمسكت أنت لي الركاب ، فرفع رأسه وتبسم ، فسألته عن تبسمه كما سألتني ، وسأخبرك كما أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. أمسكت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بغلته الشهباء ، فرفع رأسه إلى السماء وتبسم ، فقلت : يا رسول الله ، رفعت رأسك [إلى السماء] وتبسمت ، لماذا؟ فقال : يا علي ، إنه ليس أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ، ثم يقول : استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، إلا قال السيد الكريم : يا ملائكتي ، عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه (١).
وقال علي بن أسباط : حملت متاعا إلى مكة فكسد عليّ ، فجئت إلى المدينة ، فدخلت على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، فقلت : جعلت فداك ، إني قد حملت متاعا إلى مكة ، وكسد عليّ ، وأردت مصر ، فأركب برا أو بحرا؟ فقال : «مصر الحتوف ، ويقيض إليها أقصر الناس أعمارا ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ، ولا تشربوا في فخارها ، فإنه يورث الذلة ، ويذهب بالغيرة.
ثم قال : «لا ، عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتصلي ركعتين ، وتستخير الله مائة مرة ومرة ، فإذا عزمت على شيء ، وركبت البر ، واستويت على راحلتك ، فقل : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) ، فإنه ما ركب أحد ظهرا قط فقال هذا وسقط ، إلا لم يصبه كسر ولا وبال ولا وهن. وإن ركبت بحرا ، فقل [حين تركب] : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها)(٢) ، فإذا ضربت بك الأمواج فاتكىء على يسارك ، وأشر إلى الموج بيدك ، وقل : اسكن بسكينة الله ، وقرّ بقرار الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨١.
(٢) هود : ٤١.