محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فصلى بالقوم ، فلما انصرف ، قال [لهم] : على ما تشهدون؟ وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله ، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا. قال نافع : صدقت ، يا أبا جعفر (١). وأضاف في تفسير القمّي : أنتم والله أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلفاؤه في التوراة ، وأسماؤكم في الإنجيل والزبور وفي القرآن ، وأنتم أحق بالأمر من غيركم (٢).
وقال الطبرسي : عن أمير المؤمنين عليهالسلام : ، في قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) : «فهذا من براهين نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم التي أتاه الله إياها ، وأوجب به الحجة على سائر خلقه ، لأنه لما ختم به الأنبياء ، وجعله الله رسولا إلى جميع الأمم ، وسائر الملل ، خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج ، وجمع له يومئذ الأنبياء ، فعلم منهم ما أرسلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه ، وأقروا أجمعين بفضله ، وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده ، وفضل شيعة وصيّة من المؤمنين والمؤمنات ، الذين سلّموا لأهل الفضل فضلهم ، ولم يستكبروا عن أمرهم ، وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم ، وسائر من مضى ومن غبر ، أو تقدم أو تأخر (٣).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لما عرج بي إلى السماء ، انتهى بي المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة ، فرأيت بيتا من ياقوت أحمر ، فقال لي جبرئيل : يا محمد ، هذا البيت المعمور ، خلقه الله قبل خلق السماوات والأرضين بخمسين ألف عام ، فصل فيه. فقمت للصلاة ، وجمع الله النبيين والمرسلين ، فصفهم جبرئيل صفا ، فصليت بهم.
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٢٠ ، ح ٩٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨٥.
(٣) الاحتجاج : ص ٢٤٨.