عهد اللّه؟
٧. كيف تدل الآية على عصمة الإمام؟
وقد حققت هذه الأُمور في موسوعة مفاهيم القرآن. (١)
٢. وأمّا استدلال الإمام بالآية ، فقد روى الصدوق عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير قوله : ( لا يَنالُ عَهْدي الظّالِمين ) انّه قال : إنّ الإمامة لا تصلح لمن عبد وثناً أو صنماً أو أشرك باللّه طرفة عين ، وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، وأعظم الظلم الشرك باللّه قال اللّه تعالى : ( إِنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عَظِيم ) (٢). (٣)
٣. وأمّا كيفية الاستدلال فلأنّه مبني على صغرى مسلّمة وكبرى قرآنية.
أمّا الصغرى : هؤلاء كانوا ظالمين مشركين.
وأمّا الكبرى : والظالمون لا تنالهم الإمامة.
فينتج : هؤلاء لا تنالهم الإمامة.
وإنّما يصحّ وصفهم بعنوان الظالمين عند التعدي إذا قلنا بوضع المشتق للأعم بحيث يصدق على المتلبّس بالمبدأ والمنقضي عنه حتى يصحّ عدّهم من الظالمين حين تصدّوا للخلافة وقد انقضى المبدأ ، ولو قلنا بوضع المشتق على المتلبس تبقى الكبرى بلا صغرى ، إذ لا يصحّ أن يقال : هؤلاء كانوا ظالمين عند التصدّي بل يجب أن يقال : كانوا ظالمين قبل التصدي ، وأمّا بعده فقد صاروا موحّدين.
يلاحظ عليه : أنّ الاستدلال على عدم صلاحيتهم للإمامة يصحّ على كلا
__________________
١ ـ مفاهيم القرآن : ٥ / ١٩٧ ـ ٢٥٩.
٢ ـ لقمان : ١٣.
٣ ـ البحراني : البرهان : ١ / ١٤٩.