التكوينية ) والكبرى لزوم اقتران شرط العلة التكوينية معها صحيح ، إنّما الإشكال في تعيين ما هو الشرط للإرادة.
فالخلط حصل بين ما هو شرط في القضية اللفظية للإيجاب ، وما هو شرط للإرادة الحقيقية ، ففي المثال المذكور « إن جاءك زيد اليوم يجب عليك إكرامه غداً » انّ شرط الإيجاب وإن كان هو المجيء المتقدّم على الإيجاب ، لكنّه ليس شرط الإرادة بل شرطها هو تصوّر المولى في أنّ إكرام زيد غداً لأجل قدومه إلى هذا البلد مصلحة ملزمة ، وهذه الصورة العلمية تصير سبباً لظهور الإرادة في ذهن المولى التي يتبعها الإيجاب.
فالمجيء المتقدّم شرط للإيجاب الاعتباري ، وأمّا شرط الإرادة فهو عبارة عن الصورة العلمية للقضية الموجودة في النفس المقارنة لانقداح الإرادة ، والمراد من الصورة العلمية هو علمه بوجود المصلحة في الإكرام.
ومنه يظهر حال الشرط المتأخر ، فانّ حياة المكلف في أيّام الحجّ ودركه الموقفين شرط للإيجاب الاعتباري للحج للمستطيع في أوائل أشهر الحجّ ، وأمّا انقداح الإرادة في ذهن المولى التي يتبعها الإيجاب فشرطها عبارة عن العلم بالمصلحة في هذا النوع من العمل ، والعلم بالمصلحة مقرون بانقداح الإرادة ، فالخلط حصل بين شرط الايجاب وشرط انقداح الإرادة.
وإن شئت مزيد توضيح فلنذكر ما ذكره شيخنا الأُستاذ ـ مدّ ظلّه ـ في الدورة السابقة فقال : إنّ هاهنا أُموراً يجب التمييز بينها :
١. الوجوب الاعتباري العقلائي المنتزع عن نفس التكليف ، ولا شكّ أنّ شرطه هو نفس المجيء أو نفس القدرة الموجودة في ظرفه. ولكن التقدّم والتأخّر في الشرط لا يضرّان في الأُمور الاعتبارية ، إذ لا تأثير فيها ولا تأثّر ، وإنّما واقعها هو