بالمقدّمة للّه علّة لترتب الثواب الكثير على ذيها.
يلاحظ عليه : بأنّ التأويل يخالف ظاهر الآية والرواية ، فالآية ظاهرة في ترتّب الثواب على نفس طي الأرض والسفر إلى أرض المعركة وما يقابل في طريقه من الظمأ والنصب والمخمصة ، يقول سبحانه : ( كتب لهم به عمل صالح ) لا على الجهاد ، من جانب المقدّمة.
الثاني : انّ امتثال الأمر الغيري بما أنّه يُعد شروعاً في امتثال الأمر النفسي يترتّب عليه الثواب المترتب على الأمر النفسي.
يلاحظ عليه : أنّه لا يصحّ إلاّ في المقدّمات الداخلية التي قد عرفت خروجها عن حريم النزاع ، لا في مثل الشرائط والمعدّات. إذ كيف يعد الوضوء شروعاً في الصلاة مع أنّ الثواب مترتّب على الإتيان بالواجب لا على الشروع فيه؟!
وهذا البحث الضافي حول ترتّب الثواب على الأمر الغيري وعدمه يرجع إلى القولين : الاستحقاق أو التفضّل ، وأمّا على القول بأنّ الثواب نتيجة العمل أو تمثّل ملكوتي له أو غيره فلا يصحّ لنا إبداء النظر فيه لعدم العلم بحدوده وخصوصياته فهل الثواب نتيجة كلّ واجب أو خصوص الواجب النفسي؟ ومثله نظرية التمثّل ، فهل يعمّ كلّ الأعمال والواجبات أو يختصّ بالواجبات النفسية؟ فالأولى على هذا المذهب هو السكوت.