والزوجية ، فيرده أنّه يكفي في ذلك نفس الاعتبار النفساني من دون حاجة إلى اللفظ والتكلّم ، فإنّ الإيجاد يتحقّق بالاعتبار النفساني سواء أكان هناك لفظ يتلفظ به أم لم يكن ، ومن هنا يعلم أنّه لا فرق بينها وبين الجمل الاخبارية. (١)
يلاحظ عليه : أوّلاً : أنّ لازم ما ذكره هو رجوع الإنشاء إلى الإخبار وقبوله الصدق والكذب مثل الاخبار ، فإذا كانت الجملة مطلقاً سواء كانت إنشائية أو إخبارية موضوعة للإبراز غير انّ المبرَز تارة يكون قصد الحكاية والإخبار عن الواقع ، وأُخرى الابراز عمّا في الذهن من اعتبار المالكية للمشتري والزوجية لزيد. فعندئذ يكون مفاد الجملة الإنشائية كالجملة الإخبارية ، غير أنّ إحداهما تحكي عن الخارج والثانية عن عمل الذهن ، ويتوجه عليه انّه يحتمل الصدق والكذب ، وهذا هادم لما هو المعروف من أنّ الجملة الإنشائية لا يصحّ وصفها بالصدق أو الكذب.
ثانياً : أنّ لازم ذلك كون « بعت » و « زوجت » مرادفاً لاعتبار الملكية للمشتري أو الزوجية للزوج وهو كما ترى.
ثالثاً : أنّ ما ذكره من أنّ الإيجاد يتحقّق بالاعتبار النفساني سواء أكان هناك لفظ يتلفّظ به أم لم يكن ، غير تام ، وذلك لأنّه مبني على أنّوعاء الاعتبار هو الذهن ، وقد تم فيه مع أنّ الأُمور الاعتبارية لا خارجية ولا ذهنية ، بل لها واقعية في عالم الاعتبار ، والأثر مترتب على إيجاد الموضوع في ذلك الوعاء لا في وعاء الذهن.
فقولك : زوجت هذه لهذا إيجاد للزوجية في عالم الاعتبار لا في وعاء الذهن ، فما اعتبره في الذهن يكون كالمقدمة والأرضية الصالحة لإنشاء ما اعتبره في الذهن في عالم الاعتبار باللفظ على نحو يعد ذلك العمل في تلك الظروف وعاءً للإنشاء.
__________________
١ ـ المحاضرات : ١ / ٩٤ ـ ٩٥.