إنما هو الآثار المترتبة عليه بعنوانه الأولي ، ضرورة (١) : أن الظاهر أن هذه العناوين صارت موجبة للرفع ، والموضوع (٢) للأثر مستدع لوضعه (٣) ، فكيف يكون موجبا لرفعه؟
______________________________________________________
نعم ؛ الحسد والطيرة والتفكر في الخلق عناوين نفسية ، فالمرفوع آثار أنفسها.
هذا غاية ما يمكن أن يقال في توضيح كلام المصنف «قدسسره».
(١) تعليل لقوله : «إن المرفوع ...» الخ.
قوله : «إنما هو الآثار ...» الخ. خبر «أن المرفوع» ، وضمير «عليه» راجع على ما اضطروا إليه وغيره.
والمراد من العناوين في «هذه العناوين» هي : العناوين الثانوية ؛ كالخطأ والنسيان والاضطرار وغيرها.
(٢) مبتدأ وخبره «مستدع» ، توضيحه : ـ على ما في «منتهى الدراية ، ج ٥ ، ص ٢١٢» ـ أن المرفوع بهذا الحديث هو الأثر المترتب على الفعل بعنوانه الأولي لا بعنوانه الثانوي ؛ لأن الظاهر أن العنوان الثانوي هو الذي أوجب رفع الأثر المترتب عليه ، فلو فرض ترتب أثر على الفعل بعنوانه الثانوي ؛ كترتب وجوب الدية على العاقلة على القتل الخطأ ، ووجوب سجدتي السهو على نسيان بعض أجزاء الصلاة أو على التكلم فيها سهوا ، لم يكن هذا العنوان الثانوي موجبا لرفعه ؛ لأن هذا العنوان هو الذي صار موضوعا للأثر ، والموضوع يستدعي وضع الأثر وثبوته ، فلا يكون رافعا له ؛ وإلا لزم كون الشيء رافعا لما يقتضي وضعه ، وهو محال.
وبعبارة أخرى : أن حديث الرفع إنما يرفع الآثار المترتبة على الموضوع قبل طروّ هذه العناوين المذكورة فيه ، وأما الآثار المترتبة على الموضوع بعد طرو هذه العناوين عليه ، فلا ترتفع بهذا الحديث ؛ لأن هذه العناوين حينئذ موضوعات لتلك الآثار ومقتضية لثبوتها ، فيستحيل أن تكون رافعة لها.
(٣) أي : لثبوته ، وضميره وكذا ضمير «لرفعه» راجع على الأثر ، واسم «يكون» ضمير مستتر راجع على الموضوع ، أي : فكيف يكون الموضوع ـ وهو أحد العناوين الثانوية ـ موجبا لرفع الحكم المترتب على ذلك الموضوع؟
فالمتحصل : أن آثار العنوان الثانوي يجب أن يكون العنوان الثانوي علة لثبوتها لا علة لرفعها.